كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وقفت على تفصيل كتابكم وجمله وعلمنا ما هددنا به من قوله وعمله فيا لله العجب من ذبابة تطن في أذن فيل وبعوضة تعد في التماثيل ولقد قالها من قبلك قوم فدمرنا عليهم وما كان لهم من ناصرين أللحق تدحضون وللباطل تنصرون؟! وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ولئن صدر قولك في قطع رأسي وقلعك لقلاعي من الجبال الرواسي فتلك أماني كاذبة وخيالات غير صائبة فإن الجواهر لا تزول بالأعراض كما أن الأرواح لا تضمحل بالأمراض.
وإن عدنا إلى الظاهر وعدلنا عن الباطن فلنا في رسول الله أسوة حسنة: (ما أوذي نبي ما أوذيت (1)) وقد علمت ما جرى على عترته وشيعته فالحال ما حال والأمر ما زال وقد علمتم ظاهر حالنا وكيفية رجالنا وما يتمنونه من الفوت ويتقربون به من حياض الموت وفي المثل: أو للبط تهدد بالشط؟ فهيئ للبلايا أسبابا وتدرع للرزايا جلبابا فلأظهرن عليك منك وتكون كالباحث عن حتفه بظلفه وما ذلك على الله بعزيز فكن لأمرنا بالمرصاد واقرأ أول النحل (2) وآخر ص (3) .
قال النجم ابن إسرائيل: أخبرني المنتجب بن دفترخوان قال:
أرسلني صلاح الدين إلى سنان حين قفزوا على صلاح الدين المرة الثالثة ومعي القطب النيسابوري يهدده فكتب على طرة كتابه: جاء الغراب إلى البازي يهدده... وذكر الأبيات وقال: هذا جوابه إن صاحبك يحكم على ظاهر جنده وأنا أحكم على باطن جندي وسترى دليله فدعا عشرة
__________
(1) روي بأسانيد ضعيفة من حديث أنس وبريدة وجابر انظر (الجامع الصغير) وشرحه 5 / 430- 431.
(2) (أتى أمر الله..).
(3) (ولتعلمن نبأه بعد حين).